د ـ الأسباب الشخصية:
وأحياناً يكون لنزوع الأطفال نحو التخريب أسباب شخصية ذات أبعاد واسعة وإذا شئنا أن نتناولها بالبحث والتحليل فإننا نكون بحاجة إلى إفراد بحث منفصل في هذا المجال إلا أن ما يمكن الإشارة إليه هنا بإيجاز هو ما يلي:
1 ـ العصبية:
يجب على أولياء الأمور والمربين الالتفات إلى هذه الحقيقة وهي أن الأمراض العصبية لا تختص بالكبار فقط بل هناك بعض الأطفال أيضاً يعانون من هذه الحالة بسبب العوامل الوراثية أو بسبب تأثيرات الأجواء المحيطة بهم وعلى أية حال فمن شأن العيب في شخصية الطفل أياً كان سببه أن يساهم في إندفاعه إلى أعمال التخريب.
2 ـ الثأر:
في بعض الأحيان يحاول الطفل القيام بأعمال تخريبية بهدف الثأر من والديه أو أي شخص يزعجه ويؤذيه بنحو وآخر.
من الممكن أن مثل هذا الطفل لقى من والديه فعلاً أو تصرفاً أزعجه وآلمه ولأنه لا يستطيع التصدي لهما مباشرة فإنه يثار لنفسه من خلال التخريب الذي يثير أعصابهما.
3 ـ إثبات الذات:
هذه المسألة بحد ذاتها قد تكون عاملاً من عوامل إثبات الشخصية فإذا أمر الأب أو الأم الطفل بأمر ما أو طلبا إليه القيام بعمل معين وتمرد عليهما ولم يأتمر بأمرهما وحرماه من بعض الامتيازات فإنه سيلجأ إلى العناد والتخريب من أجل إثبات ذاته واستنفاذ صبر والديه بهدف الرضوخ إليه وبطبيعة الحال ينجح الوالدان في مثل هذه الحالة في السير قدماً نحو توجيهه وإرشاده متى ما صمدا ولم يستسلما لرأيه وطلبه وإلا فإن الأمور كلها تسير من بعد ذلك وفقاً لرأي ورغبة الطفل.
4 ـ العداوة:
إن الطفل الذي يشعر بأن له موقعاً وشخصية متميزة في البيت ويأتي شخص آخر فيتدخل في شؤونه أو يسلب منه إهتمام الآخرين ينزعج عادة بشدة ويضمر له الحقد والعداء ويحاول إيذاءه وتخريب أشياءه بنحو أو بآخر وكذلك قد يتسبب إهتمام المعلم في المدرسة بتلميذ ما وإمتداحه والإشادة به إلى إثارة أحقاد الآخرين عليه ومعاداتهم له واتخاذ مواقف تخريبية ضده.
5 ـ الشغب:
يحدث التخريب من قبل الطفل في بعض الحالات بسبب الشغب وسوء الخلق فالميول التخريبية تكون في هذه الحالة متجذرة في ذهن الطفل وما لم يمارس التخريب لا يهدأ له بال.
6 ـ الفشل:
قد يلجأ الطفل أحياناً إلى التخريب والمشاغبة بسبب الشعور بالفشل في أمر ما فمثلاً ينزعج إذا ما شاهد أن رأيه أو ذوقه لا يؤخذ بعين الأعتبار ويحاول مداراة فشله وانزعاجه بالتمرد والتخريب.
و ـ الأسباب العضوية:
وأخيراً فإن القسم الخاص من أسباب وعوامل التخريب لدى الأطفال هو الأسباب العضوية التي تتضارب بشأنها الآراء فالبعض يعتبر التخريب حالة ذاتية وغريزية ويعتقد أنه يرافق الطفل منذ ولادته فيما يرى غيرهم حالة إكتسابية ناشئة من البيئة أما نحن فسنشير فيما يلي إلى بعض المسائل التي يتفق عليها الجميع دون أن ندخل في نقاش مع هذه الآراء:
1 ـ صرف الطاقة:
يمتاز الأطفال بالحركة والسعي والنشاط وهذه الحالة تدل على نموهم وسلامتهم من جهة وعلى صرفهم للطاقة من جهة أخرى وبعبارة أخرى لما كان هؤلاء يتمتعون بالسلامة والصحة البدينة لذا فإن كل ما يدخل إلى أجسامهم من طعام يتحول إلى عناصر مولدة للطاقة إلى درجة يحارون معها في كيفية تصريفها فيسعون إلى تصريفها بواسطة اللعب والجري والتخريب وبالطبع أن هذه المسألة لا ضرر فيها إلا إذا لم توجه بشكل صحيح.
2 ـ حالة طبيعية:
يعتقد بعض متخصصي علم نفس الأطفال أن تخريب الأشياء والعبث بها ولمسها يعد حالة طبيعية في حياة كل طفل ويرون هؤلاء أن هذه الحالة ينبغي أن لا تأخذ منحى إيذائي ويجب العمل على إيجاد علاج لها في حال حصولها عن عمد وسابق معرفة باعتبارها تدل على الإصابة بنوع من الإضطرابات النفسية.
3 ـ وجود مرض:
الذين يعانون من أمراض عضوية غامضة يعجزون عن الإستقرار والهدوء فيندفعون بطبيعة الحال إلى التخريب والإيذاء أما الذين يعانون من أمراض نفسية فإنهم يميلون كذلك إلى القيام بمثل هذه التصرفات التخريبية والإيذائية من أجل تسكين إضطراباتهم الداخلية.
4 ـ النقص العضوي:
لا يؤدي النقص العضوي لوحده إلى حصول الإندفاع نحو التخريب والإيذاء لدى الأطفال بل إن سبب لجوء هؤلاء إلى ممارسة الإيذاء والتخريب هو الموقف السلبي للبعض الذي يستقبح النقص العضوي ويسخر منه على الدوام.