مفهوم التوجيه والإرشاد النفسي:-
التوجيه عملية إنسانية تتضمن مجموعة من الخدمات التي تُقدم للأفراد لمساعدتهم على فهم أنفسهم وإدراك المشكلات التي يعانون منها، والإنتفاع بقدراتهم ومواهبهم للتغلب على المشكلات التي تواجههم.
ويقوم التوجيه على أساس المبدأ الذي ينادي بأن من حق كل فرد أن يختار الأسلوب الذي ينتهجه في حياته طالما أن هذا الإختيار لا يتدخل في حقوق الآخرين ولا يطغى عليهم. ولا يعني التوجيه إعطاء تعليمات أو توجيهات محددة للفرد، أو إملاء وجهة نظر عليه، ولكنه يستهدف تقديم العون والمساعدة وذلك من قِبل إختصاصيين نفسيين مُدرَّبين.
وهكذا نجد أن التوجيه عبارة عن مجموعة من الخدمات الفنية والمساعدات الخاصة من بينها أوجه النشاط التي تجعل البرنامج المدرسي أكثر فعالية وجدوى في تلبية حاجات التلاميذ كأفراد ، ولذلك يرسم التوجيه مجموعة من الخطط تستهدف ما يلي:-
1ِ] الكشف عن الحاجات الحقيقية لدى التلاميذ والمشكلات التي يتعرضون لها.
2] استخدام المعلومات المتجمعة عن التلاميذ لتكييف التعليم وتعديله لإشباع حاجات التلاميذ المختلفة.
3] مساعدة التلاميذ على فهم أنفسهم في مراحل النمو المختلفة ، والوصول بهم الى مستوى أفضل .
4] إمداد التلاميذ بمجموعة من الخدمات مثل التعريف بالبيئة المدرسية، والمقابلة الفردية والإرشاد النفسي ، والتوجيه الجماعي والتزود بالمعلومات ، ومساعدتهم على وضع الأهداف الدراسية والمهنية المستقبلية ومعاونتهم على الإلتحاق بالعمل الملائم بعد إتمام دراستهم ودراسة حالات المتخلفين دراسياً.
5] تحطيط الأبحاث التي تستهدف تقويم برامج التوجيه والإرشاد النفسي .
نستخلص مما تقدم أن التوجيه هو المساعدة التي يقدمها شخص لآخر كي يستطيع أن يختار طريقاً معيناً ويتخذ قراراً خاصاً يحقق له التوافق ويساعده على حل مشكلاته ، كما وإنه يستهدف مساعدة الفرد على النمو والإستقلال في حياته وتنمية قدراته على تحمل مسؤولياته الشخصية والإجتماعية.
علاقة التوجيه بالتربية:-
تُعتبر التربية ، من ناحية ، الجهد الواعي الذي يبذله المجتمع من أجل تغيير الفرد وتنميته بحيث يستطيع أن يتواجد في المجتمع ويتخذ مكانه اللائق به. ومن ناحية أخرى ، هي المجهود الواعد الذي يبذُله الفرد من أجل التوافق مع بيئته الطبيعية والإجتماعية . وقد بذل المجتمع بشكل عام والمعلم بشكل خاص جهداً كبيراً للتأثير على الفرد ليختار مستقبلاً يعتمد الى حد بعيد على العادات والإتجاهات التي تنشأ في مرحلة الطفولة ويُعتبر هذا عملية تربوية ناجحة ولكنه ليس توجيهاً فأهداف العملية التربوية والتوجيه متماثلة ومشتركة ولكن الوسائل التي تُستخدم في التربية ليست بالضرورة هي تلك التي تُستخدم في التوجيه .
المبادئ والأسس التي يقوم عليها التوجيه والإرشاد النفسي المدرسي:-
تستند عملية التوجيه والإرشاد النفسي الى مجموعة من الأسس والمبادئ تُكوِّن في مجموعها فلسفة التوجيه. فالتوجيه يستند أساساً الى فلسفة ديمقراطية على أساس منح الحرية للفرد كي يستفيد من المعلومات ويختار من بين الفرص العديدة المُتاحة ويتخِذ قراراته فيما يتعلق بشؤون حياته.
كما وتقوم عملية التوجيه على عدة أسس تربوية وإجتماعية حيث أنها بمعناها الفني تختلف عن عملية التعلم كما تختلف عن معنى النشاط المدرسي والمنهج.
أما الأسس الفنية والأخلاقية لعملية التوجيه فهي تتلخص في ضرورة بحث مشكلة الفرد من جميع زواياها ، ومرونة الموجه ، والمحافظة على سر المهنة ، وبذل الجهد لمساعدة الفرد على فهم نفسه وبيئته وتقبل ذاته على حقيقتها . كما ينبغي أن تترُك للفرد حرية إتخاذ القرار النهائي بنفسه وعلى مسؤوليته ، وأن تتغير طرق التوجيه وفقاً لحاجاته .
كما أن هنالك مشاكل تواجه البعض من الطلاب وتُعتبر الأكثر إنتشاراً في مجتمعاتنا المعاصرة. وسنوضح كل مشكلة على حِدى فنُعرّف ماهيتها وأسبابها وبعض الطرق المفيدة في معالجتها. مع الإحاطة أن المعلم المُرشد هو أول من يلاحظ أي مشكلة تعيق التعلم لدى تلاميذه .