اعرف عدوك ...الشيطان !!
( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )
بسم الله الرحمن الرحيم ..وبه نستعين ..والصلاه والسلام علي اشرف المرسلين..سيدنا محمد عليه افضل الصلاه واتم التسليم
اخواتي في الله..اني احبكم في الله ..
وأسال الله ان يجمعني وإياك في ظله يوم لا ظل الا ظله ..
*ان الشيطان لم يدع سبيل لاغواء بني ادم وبعده عن الله عز وجل الا وزينه له ..
ويريد ان يجعل الانسان عاصيا علي اي وجه..فلا يهمه نوع المعصيه
ولكن يهمه ان تتم ..وهذا هو عهد ابليس لبني ادم منذ خلق ادم ..
عداوه ابليس لآدم ..وتعهده لبني ادم..وساوس ومداخل الشيطان للانسان..وكيف ينتصر الانسان علي كيد الشيطان ..كل هذا سوف نعرفه باذن الله تعالي
حتي نعرف الشيطان وطرق اغوائه..والتغلب عليها ونفوز بالجنه ان شاء الله تعالي
-*من هو الشيطان :
_الشيطان كوصف عام معناه كل من يبعد الناس عن طاعة الله
وعن منطق الحق ٬ وكل من يغري بالمعصية ٬ويحاول أن يدفع الإنسان إلى
الشر. كل واحد من هؤلاء هو شيطان.
-ويجب أن نعلم أن هناك شياطين من الجن.. وشياطين من الإنس..
شياطين الجن: هم العصاة من الجن الذين يصدون عن الحق ويدعون إلى الكفر ٬
وشياطين الإنس: يقومون بنفس المهمة..إذن فاللفظ هنا وصف لمهمة معينة..
وليس إشارة إلى شخص بإسمه ٬ فكل من دعا إلى الكفر والشرك والعصيان
فهو شيطان..
اما إبليس: اسم خاص للشيطان الذي أغوى النبي آدم و زوجته حواء ( عليهما السلام) .
استكبار ابليس للسجود لادم:
الكبر: اول صفه من صفات الشيطان
"قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ "
وهنا اوضح الله سبحانه و تعالى انه لا وجود لمتكبر بالجنة و من يتكبر فدائما يصغره الله على قدر تكبره و على قدر تواضعك يرفعك الله
]واذ قلنا للملائكه اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين
لما امتنع إبليس من السجود لآدم تكبرا وحسدا لادم طرده الله من السماء وحقت عليه لعنة الله إلى يوم القيامة
اياك والكبر:
فالمتكبر يصرفه العزيز الجبار عن تدبر أياته:
يقول تعالى:{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ }
المتكبر يختم القدير على قلبه فلا يميز بين الحق والباطل
يقول الله جل جلاله:{كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ(35}(غافر)
:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((يقولُ اللهُ تعالى :الكِبرِياءُ رِدَائي والعَظمَةُ إِزاري فمن نازعني واحِداً منها ألقيتهُ في جهنمَ ولا أبالي))مسلم.
(لايَدخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كانَ في قلبهِ مِثْقَالُ ذَرّةٍ مِنْ كِبْر ..))(مسلم)
اعوذ بالله ان يكون في قلوبنا مثقال ذره من كبر.
**عداوه ابليس(الشيطان) لبني ادم:
لما امتنع إبليس من السجود لآدم تكبرا وحسدا لادم طرده الله من السماء وحقت عليه لعنة الله إلى يوم القيامة فقال الله له : ( فاخرج منها فإنك رجيم ، وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين )
ثم سأل الله أن ينظره إلى البعث فأنظره الله :
" قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثون "
طلب ان لا يموت ليوم القيامه ليعيش بعمر كل واحد منهم كل واحد من بنى آدم عدو اليه حتى يستطيع اغواء كل نسل آدم ليوم الدين
استجاب الله دعوه ابليس...
قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ
تخيل سبحان الله مع كل هذا العصيان اكثر كائن عاصى لله عز و جل استجاب لدعائه او طلبه
ابعد ان استجاب الله سبحانه و تعالى لابليس فلن يستجاب اليك
إحدى التابعين قال" لا يغرنك ما فيك من العيوب و المفاسد فان الله استجاب لمن هو شر البريه و شر من خلق فاستجاب لدعاء ابليس افلا يستجاب لك ايها العبد العابد "
ويقول الشعراوي رحمه الله
لقد استجاب الله دعاءه وهو المطرود من رحمته لأن حكمة خلق الدنيا..
.. والله جل جلاله يريد أن يمرعبده باختبار في الحياة الدنيا..
أن يمتحن قبل أن يجازى.. أن يكون شهيدا على نفسه يوم القيامة فيما فعل..
اقرأ قول الحق تبارك وتعالى
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ
وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }
.وقوله جل جلاله:{وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}
ولو أراد الله سبحانه وتعالى خلق بني ادم مقهورين على الطاعة كالملائكة.. لاستطاع أن يخلقهم..
ولو أراد الحق سبحانه وتعالى.. أن يطيع أهل الأرض جميعا منهج الله..
وأن يكونوا جميعهم مسبحين وعابدين لاستطاع أن يفعل ذلك..
*ولكن الله جل جلاله
اختار الانس والجن دون غيرهم من الأجناس ليأتوه عن حب ورغبة ..
يكونون قادرين على المعصية........... ولكنهم لا يفعلونها حبا لله ..
ويكونون قادرين على عدم الطاعة........... ولكنهم يطيعون قربا لله..
إنه سبحانه وتعالى يريد خلقا يأتيه عن حب..
-حقيقه ابليس..
- أولى درجات الكفر والغرور والكبرياء من إبليس. أنه نسب
الفضل لذاته.. بأنه مخلوق من عنصر أعلى من الطين.. وهو النار.. صور له غروره..فاعتقد أنه هو الأفضل تماما كما
فعل قارون حين قال :{ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي}
فكان جزاؤه أن خسف الله به وبداره الأرض
- وتمادى إبليس في معصيته كما يروي لنا القرآن الكريم:
- { قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}
وهنا وقفة ثانية في قول {فبما أغويتني}
فكأن الغواية حدثت من الله سبحانه وتعالى..
فكيف يحاسب إبليس مع أن الله جل جلاله هو الذي أغواه؟
نقول: إن أبليس استحق الغواية لما كسبت يداه ٬ ولقد دخل الكبر إلى نفسه..
فتركه الله سبحانه وتعالى لغروره وتكبره وحقده.. فغوى.
لماذا اكثر "الله" تحذيرالانسان من الشيطان؟ " في القران
ولو أن الشيطان كان عدوا تقليديا للإنسان لهان الأمر ولكنه عدو متفرد في عداوته ومن أخص ما تميز به
- أنه يرانا من حيث لا نراه :ولذلك عظم تحذير الله لنا منه ومن خطواته ومن عداوته
-لان عداوته مستمره: لا تنقطع ابدا للانسان ولامسالمة بينهما ابدا وكيف وعداوة الشيطان للإنسان لم تنقطع طرفة عين ولا أقل منها؟!
--لانه اكثر خبره بنقاط ضعف الانسان: منذ خلق ادم حين اغوه ليأكل من الشجره "بالملك والخلد"
يعني ان الشيطان يعبث بالانسان للحصول علي الكمال
-ان لم تغش..فلا تنجح بنفوق
-ان لم تفعلي كذا في وجهك.. لن تصبحي جميله
- ان لم تلبسي كذا ..لن ينظر اليك احد
-اذا سمعت اغاني ومعازف...هتداء وتصبح اسعد وافضل
-اذا فعلت كذا ...ستصيح سعيدا
ان لم يستطع ف بالتفاخر بالنفس (او الطاعه)
-ان لم تتكلم علي فلان...يحسب الناس انه افضل منك(غيبه ونميمه)
ان تكلمت علي فضل نفسك واعمالك ولم تنسب هذا الفضل لله يدخل لك من باب
(الكبر والعجب بالنفس ) ويدخل من باب السلطه والنفوذ والغني والسعاده
-لان سلاحه ضد الانسان قوي:تزين الشيطان للاعمال
لم يظهر للانسان عواقب المعصيه وجرم معصية الخلق ولا ضنك المعصيه
ولكن يزينها للانسان ويظهر ويوهم انه بحاجه ليها .....
كما وضحنا في نقاط ضعف الانسان
هل الشيطان مخلوق اقوي من الانسان ؟
بما تعهد ابلس لبني ادم ؟
اذا اردت معرفة كل هذا واكثر تابعونا باذن الله تعالي
ونكتفي بهذا القدر
واستغفر الله لي ولكم
سبحانك اللهم وبحمدك
اشهد ان لا اله الا انت
استغفرك واتوب اليك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تم الرجوع الي كتاب(عداوةالشيطان للإنسان)
للشيخ محمد متولي الشعراوي